محافظة نابلس
تقع محافظة نابلس في وسط شمالي الضفة الغربية، وتضم 73 تجمعاً سكانياً، أي ما نسبته 10.31 % من عدد التجمعات السكانية في الضفة الغربية وقطاع غزة. ويبلغ عدد سكان المحافظة 332,299 نسمة حسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني للعام 2004 .
ومدينة نابلس هي مركز المحافظة، ويبلغ عدد سكانها 132,489 نسمة دون المخيمات المحيطة بها، وتأتي بعدها بلدة بيت فوريك 10,276 نسمة، ثم بيتا 8,677 نسمة، وبعدها عصيرة الشمالية 7,667 نسمة. كما تضم المحافظة ثلاثة مخيمات أكبرها مخيم بلاطة 17,431 نسمة، ثم مخيم عسكر 12,552 نسمة، ومخيم عين بيت الماء 4,975 نسمة، وهذه المخيمات تحيط وتتداخل مع مدينة نابلس لتصبح جزءاً منها.
وتتصف التجمعات السكانية في المحافظة باحتوائها على عدد كبير من التجمعات المتوسطة الحجم التي يبلغ عدد سكان التجمع فيها بين 1000 إلى 2000 نسمة، ويقل عدد التجمعات الصغيرة.
أما مدينة نابلس، فهي ليست فقط مركز المحافظة والأكبر في تعداد السكان، بل كذلك الأكبر في عدد المباني القديمة حيث تحتوي على 3397 مبنى؛ أي ما نسبته 34.89 % من إجمالي عدد المباني في المحافظة الذي بلغ 9734 مبنى قديماً، لذلك يجب أخذ هذه النسـبة الكبيرة بعين الاعتبار عند الحديث عن نتائج المسح للمباني في المحافظة ككل، ويلي مدينة نابلس في عدد المباني القديمة بلدة عصيرة الشمالية بـ 458 مبنى بنسبة 4.70 %، ومن ثم برقة بـ 371 مبنى، وبيتا بـ 363 مبنى قديماً.
قام رواق بمسح العدد الأكبر من التجمعات في المحافظة بين العامين 1995 و 2003 ، حيث تم مسح 54 تجمعاً، من ضمنها ستة تجمعات فقط تم مسحها ضمن مشروع الموارد الثقافية الذي تم نشر نتائجه بالتعاون مع المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار (بكدار) في العام 2002 ، وهذه التجمعات هي روجيب، وعزموط، وقبلان، وبيت امرين، ونصف جبيل، واجنسنيا. وبذلك يكون قد بقي 19 تجمعاً صغيراً منتشرة هنا وهناك بحاجة إلى مسح في المستقبل، والتي نعتقد بأنه لا يوجد بها عدد كبير من المباني القديمة.
أظهرت نتائج المسح أن 58.36 % من مجموع المباني ( 5681 مبنى) في محافظة نابلس هي من طابق واحد، وأن ما نسبته 26.47 % ( 2577 مبنى) تتكون من طابقين، وسجل كذلك 656 مبنى أي ما نسبته 6.74 % من عدد المباني من ثلاثة طوابق، في حين لم يسجل سوى 55 مبنى ( 0.56 %) تتكون من أربعة طوابق فأكثر، وهي في الغالب بمدينة نابلس، ولوحظ وجود 765 مبنى، أي ما نسبته 7.86 % من المبـاني، لم يتم تحديد عدد طوابقها، وذلك بسبب أنها تفرعات لمبانٍ أخرى، وهي في معظمها تتكون من طابق واحد أو طابقين، أو لم يتوفر لدينا معلومات كافية عنها.
أما بالنسبة للحالة الإنشائية للمباني القديمة في المحافظة، فتبين أن ما نسبته 53.39 % من مجموع المباني ( 5197 مبنى) مازالت بحالة إنشائية جيدة، وسجل 1379 مبنى ( 14.17 %) بحالة متوسطة، وتم تسجيل ما نسبته 19.38 % من المباني ( 1886 مبنى) بحالة سيئة، وكذلك سجل 554 مبنى بما نسبته 5.69 % غير صالحة للاستعمال، ويوجد 718 مبنى من المباني التي تصل نسبتها إلى 7.38 % لم يتم تحديد حالتها الإنشائية.
ومن النتائج، أيضاً، تبين أن 5668 مبنى؛ أي ما نسبته 58.23 % من مجموع المباني التي تم تسجيلها، هي مبانٍ ما زالت مستخدمة بشكل كلي، وتم تسجيل 439 مبنى ( 4.51 %) مستخدمة بشكل جزئي، في حين تبين أن هناك 3141 مبنى مهجورة؛ أي ما نسبته 32.27 % من مجموع المباني، ولم يتم تسجيل مدى الاستخدام في 486 مبنى ( 4.99 %) للسبب السابق نفسه، وهو أنها تفرعات لمبانٍ أخرى تم تجزئتها لوحدات عدة.
من خلال المعطيات السابقة، يمكن ملاحظة أن أكثر من ثلث المباني القديمة في محافظة نابلس تم هجرها، وأن أكثر من 25 % من المباني هي بحالة إنشائية سيئة وغير صالحة للاستعمال، ومن هنا يمكن استنتاج أنه إذا لم يتم العمل على صيانة وحماية وإعادة استخدام المباني القديمة بأسرع وقت ممكن، فإن أعداد المباني المهجورة ستزداد، وكذلك نسبة المباني التي بحالة إنشائية سيئة أيضاً، وهو ما يمكن ملاحظته من خلال النتائج حالياً، حيث نجد أننا نواجه خطر فقدان 554 مبنى بشكل نهائي. ومن المفيد التذكير بأن هذه النسب تتضمن المباني في مدينة نابلس التي تشكل ما نسبته 34.89 %، والتي هي بحالة أفضل بكثير من الريف المنتشر حولها، ولذلك يمكن القول إن وضع المباني القديمة إذا ما حسبنا النسب بدونها سوف يبين مدى الخطر الكبير الذي تتعرض له المباني القديمة في المحافظة بشكل أوضح، ويمكن معرفة ذلك بمراجعة التقرير الخاص بمدينة نابلس ومقارنته بباقي المواقع. ولذلك، لابد من العمل على زيادة الوعي لدى السكان لأهمية التراث الثقافي المعماري، والعمل على حمايته من خلال القيام بتحديد مخططات حماية للمباني القديمة في مراكز للمدن والقرى بأسرع وقت ممكن، ومنع هدم المباني من خلال إصدار قانون حماية الممتلكات الثقافية.
ومن الطرق السريعة المقترحة للحماية هو القيام بعمل مخططات حماية لبعض التجمعات الكبيرة التي تحتوي على مراكز قديمة واضحة وبها عدد كبير من المباني، وتصبح جزءاً من المخطط الهيكلي للموقع، بحيث يتم حماية النسبة الأكبر من المباني بمجرد حماية بعض التجمعات. ويمكن اقتراح التجمعات التالية التي تحتوي على أكثر من 200 مبنى قديم وهي: (مدينة نابلـس، وعصيرة الشـمالية، وبرقة، وبيتا، وتل، وعورتا، وعقربا، وطلوزة، وبورين، وجماعين)، فبمجرد حماية المباني القديمة في هذه التجمعات التي يبلغ عددها عشرة تجمعات من أصل 54 تجمعاً، نكون قد حمينا ما نسبته 64 % من عدد المباني القديمة في محافظة نابلس ككل.
ويمكن للمهتمين بالتفاصيل من باحثين ومخططين ومجالس بلدية وقروية ومحلية أن يراجعوا التقارير الخاصة بكل قرية لمساعدتهم على اتخاذ القرارات المتعلقة بكل موقع على حدة.