دورات سابقة
"عادة ما تكون مهرجانات البينالي مسارحَ ومنصّات لعروض برّاقة – لوحات ضخمة، منحوتات خاطفة للبصر، تنصيبات هائجة. بما يزيد على 60 بينالي وترينالي تقام حول العالم، يبدو أحياناً وكأن العالم أصبح سوقاً للفنّ ودار عرض واحدة ضخمة، فيه تتنافس المدن لإخراج وتنفيذ معارض تزداد تعقيداً وتفصيلاً باطّراد، من أجل إغواء عالم الفنّ الدوليّ. لكن كلّما تنوّعت الأماكن، يبدو أيضاً وكأن الأعمال الفنيّة، مثلها مثل المقاربات والأساليب القيّميّة، تمثّل على نحو متزايد تجانس الفنّ، ما يؤدّي إلى تسطيح التنوّع الثقافيّ تحت استبداد سوق الفنّ الدوليّ.
"ليس من السهل البروز في هذه الأجندة المتزايدة الاكتظاظ. إضافة إلى هذا، فإنّ ظروف الإنتاج الثقافيّ تحت الاحتلال تجعل من الصعب تبرير اتّخاذ مقاربة مسرفة لقيّميّة بينالي في فلسطين. بالنتيجة، أخذ رواق القرار بأن يقدّم إلى الجمهور برنامجاً أكثر هدوءاً، يتمّ من خلاله التواصل مع المشهد الثقافيّ المعاصر في فلسطين. سيكون بينالي رواق الثالث عن خمسين قرية فلسطينيّة ومن أجلها. تمّ اختيار هذه البلدات القديمة الخمسين بناء على دلالتها المعماريّة، والأكثر أهميّة، بناء على نسيجها المعماريّ المصان جيّداً.
"لطالما كانت نقطة البداية في بينالي رواق هي تحقيق تقدّم وتطوير هدف رواق في حماية الموروث الثقافيّ في فلسطين والترويج له. من الميّزات غير التقليديّة لهذا البينالي أنّه سمّي باسم مؤسّسة وليس باسم مكان. للتشديد على هذا الرابط مع المؤسّسة، بُني البينالي حول سلسلة من الزيارات والندوات والتدخلات في هذه البلدات القديمة الخمسين اللاتي حدّدها رواق كأولويّة للتطوير. بالشراكة مع المؤسّسات والمجتمعات المحلّيّة، يتمثّل الهدف في استعمال البينالي كوسيلة لتحقيق غاية رواق الأساسيّة؛ ألا وهي حماية الموروث الثقافيّ في فلسطين والاستفادة منه والترويج له من خلال مشاريع إعادة التأهيل وإعادة الإحياء، الملموسة منها وغير الملموسة".
خليل رباح، مدير بينالي رواق، تشرين الأوّل/أكتوبر 2009، كلمة افتتاح بينالي رواق الثالث
بدأ رواق تقليد إقامة البينالي سنة 2005. في تلك السنة، احتفل رواق بذكرى تأسيسه الخامسة عشرة، وذلك بفتح مواقع عمله للمجتمع المحلّيّ والدوليّ، فكان من فعاليّات البينالي جولة بمرافقة مرشد مدّتها يوم واحد، شملت سلسة من الاحتفالات مع المجتمع المحلّيّ، وسرحات في الموروث، ومحاضرات وتجارب تذوّق الأطعمة على امتداد الضفّة الغربيّة.
عقد بينالي رواق الثاني من 17 إلى 24 تشرين الأوّل/أكتوبر 2007. بدأت الفعاليات بيومين خصّصا لعرض الأفلام الفنّيّة من لبنان ومصر في مسرح وسينماتك القصبة في رام الله. بعدها انطلق المشاركون في نزهات ضمت سلفيت وبروقين والخليل وجنين وقلقيلية، وذلك لزيارة مشاريع رواق والمواقع ذات الأهميّة الثقافيّة والسياسيّة.
عقد المؤتمر، الذي كان النشاط الرئيس للبينالي، في جامعة بيرزيت يومي 22 و23 تشرين الأوّل/أكتوبر، وتكوّن من أربع جلسات تركّزت حول الترميم، والتخطيط، والعمارة، والفنّ والجغرافيا السياسيّة. ضمّت قائمة المشاركين مهندسين معماريّين وفنّانين ومهندسي ترميم ومخطّطين وقيّمي معارض ومفكّرين ومهنيّين ممارسين من عشرين دولة مختلفة.