تشغيل: خلق فرص عمل من خلال الترميم
عندما اندلعت الانتفاضة الثانية في أيلول/سبتمبر 2000، فرض الجيش الإسرائيليّ حصاراً على المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينيّة، مقطّعاً أوصال الضفّة الغربيّة بمئات الحواجز العسكرية. نتيجة لذلك، لم يعد بإمكان العمّال الفلسطينيّين الوصول إلى أماكن عملهم في الضفّة الغربيّة؛ أمّا أماكن عملهم داخل الخطّ الأخضر فبات الوصول إليها غير ممكن على الإطلاق. بين ليلة وضحاها، أصبح الآلاف من العمّال الفلسطينيّين عاطلين عن العمل. ففي النصف الثاني من سنة 2001، يورد الجهاز المركزيّ للإحصاء الفلسطينيّ (2002) نسبة 41.2% تحت ما سمّاه عمالة محدودة. مع هذه النسب الخطيرة، بدأت المنظّمات المحلّيّة والمموّلون البحث عن طرق لتوفير الدخل الفوريّ للعاطلين عن العمل المسؤولين عن إعالة أسرهم، وعن برامج جديدة تعتمد على مهارة البناء التي يمكنها أن تزيد من فرص توظيف العمّال في مجالات جديدة. وقد وفّر الترميم جواباً لهذه المعضلة الثنائيّة.
إنّ عملية الترميم هي نشاط يتطلّب عمالة مكثّفة، ويرتكز على العمل اليدويّ للعمّال المهرة وغير المهرة. إضافة إلى ذلك، تستند أعمال الترميم إلى استخدام المواد المحلّيّة والتفاصيل المعماريّة القابلة للإنتاج محلّيّاً، وهي بذلك لا توفّر فرص عمل للعمّال فقط، وإنّما تساهم في دعم الاقتصاد الفلسطينيّ عبر تعزيز الأنشطة الإنتاجية ذات العلاقة. لهذا، أصبح الترميم قاطرة تغيير بدل أن يكون هدفاً نهائيّاً، ممثّلاً بذلك نقلة نوعية بفضل رؤيا رواق، والتي تسعى إلى المساهمة في تحقيق المطامح المتكاملة للمجتمع المحلّيّ.
يقوم برنامج خلق فرص العمل في رواق على مبدأ تكثيف العمالة، وذلك بتخفيض العمل الممكنن قدر الإمكان، وتعظيم استخدام العمل اليدويّ، وإحياء الحرف ذات العلاقة بأعمال البناء، وتكثيف استخدام الزخارف التقليديّة وتعزيز استخدام المواد المحلّيّة. بالنتيجة، تؤول ما نسبته 55 إلى 60% من ميزانيّات مشاريع الترميم التي ينفّذها رواق إلى أجور العمال، في حين أنّ الـ 40% المتبقيّة تخصّص للمواد، وفي المعدّل، 70% من هذه المواد يتمّ جلبها من مصادر محلّيّة.
يشتمل كلّ مشروع من مشاريع رواق على موقع تدريب، حيث يتعلّم العمّال الجدد مهارات جديدة ويصقلون مهاراتهم، بما في ذلك مهارات الكحلة والقصارة ودق الحجر وبنائه، ما من شأنه أن يدعم التوظيف طويل الأمد، وأن يقوّي المجتمعات، وأن يساهم في الاقتصاد المحلّيّ. بسبب نجاحه على هذا الصعيد، يلتزم رواق بتقديم فرص التدريب والتوظيف للسكّان المحلّيّين على امتداد المنطقة، وقد أدمج هذا النموذج من العمل في جميع نشاطاته التي تتضمّن العمل مع المجتمع المحلّيّ.
في المعدل، قام رواق بترميم 6 الى 8 مبان تاريخية سنويا. ومنذ 2001، رمم رواق أكثر من 120 مبنى تاريخي وحولها لمراكز مجتمعية من خلال هذا البرنامج