مقاربات خضراء
يواصل رواق دوره في إيجاد حلول للتحدّيات البيئيّة المحلّيّة والإقليميّة والدوليّة التي نواجهها جميعاً في عالم اليوم. ولهذا الغرض، فقد التفتنا إلى مبانينا التاريخيّة وبلداتنا القديمة، تلك المباني والبلدات التي أثبتت، مرّة أخرى، قدرتها على إرشاد منهجياتنا وتقنياتنا، بحيث نكون واعين بيئيّاً، نظريةً وتطبيقاً. فمن المهمّ الإشارة إلى أنّ عمليات الصيانة التي ينفّذها رواق مستدامة بحدّ ذاتها، فهي تتخلّص تقريباً تماماً من التلوّث الناتج عن تحضير الموقع وإنتاج مواد البناء الأساسيّة والمواصلات. إضافة إلى ذلك، فإنّ عمل رواق على المباني التاريخيّة مصمّم للاستفادة القصوى من المصادر الطبيعيّة المحيطة.
العيش في العالم المعاصر له تبعاته على العمارة مثلما له تبعاته على مناحي الحياة الأخرى، الأمر الذي يتضمّن إعادة النظر في التقنيات القديمة وتطعيمها بتقنيات معاصرة استجابة لاحتياجات القرن الحادي والعشرين الراهنة. وفي مجال العمارة بالأخص، يركّز رواق على مسبّبات التلوّث الذي يؤثّر على المناخ في نطاقيه الصغير والكبير. يمكن التعرّف على التلوّث بأشكال عدّة من خلال عملية البناء والتشييد، وقد قام رواق بتحديد ومعالجة القضايا التالية:
· أثر الجزر الحراريّة الحضريّة.
· تدوير المياه.
· تدوير المواقع.
· المواد.
· الطاقة.
في سبيل تقليل أثر الجزر الحراريّة الحضريّة، وضعنا لأنفسنا قاعدة عمل والتزمنا بتنفيذها، وهي: تغطية (تبليط) 50% من المساحات المكشوفة في كلّ مشروع وتشجير (أو تخضير) الـ 50% المتبقيّة. بدأنا بفحص الأسطح الخضراء والبحث عن النباتات المناسبة، بحيث نقلّل ما أمكن المساحات المبلّطة ونزيد ما أمكن المساحات الخضراء والترابيّة. سريعاً، بات بحكم القاعدة العامّة أن نحوّل أسطح المباني المبلّطة إلى أسطح خضراء أينما أمكن. تتألف هذه الأسطح الخضراء من خلايا عزل حراريّ، وأغشية مضادة للمياه، ومواد حاجزة للمياه، وأغشية مانعة لنموّ الجذور، وطبقة ترابيّة سمكها من 10 - 15 سم لزراعة النباتات الأصيلة في المنطقة والنباتات البريّة التي تحتاج إلى القليل من المياه والعناية.
أمّا بشأن إدارة المياه، فقد بدأنا بفصل المياه الرماديّة وتحويلها إلى المناطق الخضراء بعد تصفيتها وترشيحها، آملين أن تتحوّل هذه الممارسة إلى نموذج فعّال يمكن للسكّان المحلّيّين الاقتداء به. إضافة إلى ذلك، تتمّ إدارة مياه الأمطار في الموقع مباشرة بهدف استخدامها في الريّ ولبعض الاحتياجات البيتيّة الخفيفة حينما أمكن. هدفنا بحلول سنة 2015، هو تطوير وتحسين تفاصيل شبكات تمديد أنابيب المياه، بحيث يصبح بالإمكان فصل الأنابيب واستخدام المياه المعاد تدويرها في المراحيض. ونهدف أيضاً إلى تقليل جريان المياه السطحيّة من خلال تحديد خيارات مواد التبليط الخارجيّة، بحيث تكون هذه المواد مواد سامحة بنفاذ المياه، بحيث تترك المجال للمياه الجاريّة بأن ترشح إلى طبقات الأرض السفليّة مباشرة، ما يؤدّي في نهاية الأمر إلى إعادة تغذية الطبقات الصخريّة المائيّة.
يتمّ التعامل مع قضايا إدارة الموقع من خلال تقليل كميّة النفايات وتشجيع إعادة التدوير وإعادة استخدام المواد بطرق خلّاقة. وحين يتعلّق الأمر بالمواد المستخدمة للبناء، يلتزم رواق بالخيار المراعي فيختار المواد التي تساهم في تحقيق البيئة الأكثر صحيّة. من خلال إدماج الإنتاج والمواصلات، قمنا بتجريب استخدام التراب المدكوك لبناء الأجزاء المضافة إلى المباني القائمة، وقد ثبت نجاحه.
أمّا حين يتعلّق الأمر بالطاقة، ولأنّ رواق يعمل في المقام الأوّل على العمارة المحلية، فإن مباني هذا النوع من العمارة تستفيد إلى أقصى حدّ من إضاءة الشمس والتهوية من خلال استخدام المواد والفتحات المناسبة. في هذه الحالة، نعمل جهدنا للمزاوجة بين الفراغ والوظيفة العمليّة لاستخدامه. إضافة إلى ذلك، وأينما وردت الحاجة، نقوم بعزل المباني بشكل تامّ ونركّب نوافذ مزدوجة الزجاج لتلافي تسرّب الهواء. الإضاءة هي عنصر آخر معقّد له تبعاته على استهلاك الطاقة. يعمل رواق حاليّاً على تجريب قنوات إضاءة غير مباشرة للاستفادة القصوى من ضوء النهار الطبيعيّ وتقليل استخدام الكهرباء خلال ساعات النهار.