أرشيف الخرائط المحوسبة

كما هو الحال بالنسبة للاختلاف في الاستمارات، يوجد اختلاف في نوعية الخرائط المستخدمة في تعيين المباني التاريخية داخل التجمعات، وهذا أثر على عملية ترقيم المباني، حيث اعتمد في بداية المشروع ترقيم الأحواض الرسمي في البلديات، كذلك أرقام المباني، وبخاصة في المدن الرئيسية. وهذا الأمر أدى إلى عدم وجود تسلسل في الترقيم في العديد من التجمعات، بسبب عدم التسلسل في أرقام القطع في خرائط البلديات أصلاً. ولكن في الكم الأكبر من التجمعات، وهي القرى، استخدمت أنواع أخرى من الخرائط، وبخاصة تلك التي حصلنا عليها من الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، وتم تقسيمها من قبلنا إلى أحواض افتراضية لتسهيل العمل الميداني، وهنا يجب الإشارة إلى أن هذا النوع من الخرائط لم تكن بأحسن حال من سابقاتها، حيث أنها غير دقيقة، وفي الكثير من الأحيان لم تكن المباني القديمة موقعة عليها، وبخاصة تلك التي تم هجرها، ما يعني أنها صممت لتستوعب المباني المأهولة بالسكان فقط، ولذلك كان لا بد من إعادة رسم المباني بناء على الخرائط الميدانية التي كان الباحثون يقومون بتعديلها، ورسم المباني الناقصة فيها، وهذا بدوره يتضمن نسبة من الخطأ أيضاً.

يجب الإشارة هنا إلى أن معظم الخرائط التي حصلنا عليها من الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، عبارة عن خرائط ورقية، ما استدعى منا العمل على إدخالها إلى الحاسوب كصور، ومن ثم رسمها وحوسبتها على الأجهزة بعد التعديلات التي قام برسمها الباحثون الميدانيون، بحيث قاموا بإعطاء أرقام وتحديد مواقع المباني القديمة ورسمها إن لم تكن موجودة على الخريطة الأصلية، ولذلك فمن الناحية التقنية يجب العلم أن هذه الخرائط التي رسمت على أساس غير دقيق بالضرورة، سوف تحمل نسبة من الخطأ بالنسبة لأغراض المساحات والمسافات وعلاقة المباني ببعضها، ولكنها تعطي صورة جيدة عن موقع المبنى، وعدد المباني التاريخية في التجمع، التي تم تعيينها بناءً على الخرائط الميدانية، وتم إعطاؤها لوناً مميزاً لإبرازها.

قمنا بعد ذلك بتحويل معظم الخرائط إلى نظام المعلومات الجغرافية (GIS)، بحيث تصبح جاهزة لربط المعلومات في قاعدة البيانات عليها بمجرد تعريف وإعطاء الأرقام الخاصة لكل مبنى على الخريطة، وقد قمنا بذلك لبعض التجمعات، مثل البلدة القديمة في القدس، ومدينة الخليل بالتعاون مع لجنة إعمارالبلدة القديمة في الخليل، وبعض القرى التي تمت دراستها بشكل تفصيلي مثل عين سينيا، ومدينة بيتونيا، وقد بدأ العمل في رواق على المزيد من التجمعات منها بني زيد، ودير استيا، والمزرعة الغربية، والطيبة، وبروقين، ومزارع النوباني، وبيرزيت، وعجول، وعبوين، والظاهرية، وجماعين، ونأمل في العمل على باقي التجمعات مستقبلاً، التي بحاجة، أيضاً، إلى إعطائها إحداثيات حقيقية ليتم ربطها مع خريطة الضفة الغربية وقطاع غزة، وبعد ذلك نستطيع الحصول على معلومات وخرائط لانهائية، كما هو الحال في استخراج التقارير من قاعدة البيانات.

وما زال من الصعب جداً الحصول على خرائط للتجمعات السكانية في فلسطين. ولم نجد مركزاً واحداً نستطيع الحصول منه على جميع الخرائط إن وجدت.لذلك، فقد تعاونا مع عدد من المؤسسات لحل هذه المشكلة: المركز الجغرافي، ووزارة الحكم المحلي، ووزارة التخطيط والتعاون الدولي، والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، والبلديات، والمجالس القروية. ويمكن أن نقول إن هذا المشروع أظهر مدى الحاجة الوطنية لوجود مركز للخرائط تجمع فيه كل الخرائط المتوافرة، كما أظهر الحاجة إلى استكمال الخرائط الناقصة، وقد يكون من المفيد التوجه نحو نقل كل الخرائط، وبخاصة المعتمدة على الصور الجوية منها إلى نظام (GIS) للفائدة القصوى التي يوفرها هذا النظام لشتى أنواع الاستخدامات.

وسيجد مستعمل هذا السجل أننا، ولعدم توفر بعض الخرائط، لم نستطع تقديم خريطة لكل تجمع، كما سيلاحظ أننا استطعنا تعيين المباني التاريخية على معظم الخرائط، في حين بقي البعض منها بدون تعيين، وبخاصة التجمعات التي مسحت في مشروع الموارد الثقافية.