نجاحات

لدى برنامج رواق للحفاظ على المباني شريك ومكوّن أساسيّ هو المنظّمات والمؤسّسات المحلّيّة التي تستعمل هذه المباني لتوفير الخدمات والفرص للمجتمع المحلي.  أكثر من 60% من شركائنا هم منظّمات محلّيّة توفّر مساحة للنساء والأطفال للمشاركة في النشاطات الاجتماعيّة والتثقيفيّة والاقتصاديّة.  ويشكّل الجزء الباقي؛ أي 40%، المؤسّسات الثقافيّة المكرّسة لخدمة المجتمع بشكل عامّ، أو من مكاتب المجالس القرويّة.  من محاسن برنامجنا أنّه يخاطب الجميع.  فقد كيّف المهندسون المعماريّون في رواق الفراغات القديمة لتلائم الاحتياجات المعاصرة لأفراد المجتمع، دون إغفال القيمة التاريخيّة لهذه المنشآت.  يفرح ملاّك المباني حين يرون مبانيهم، التي غالباً ما وافقوا على تأجيرها لعشرة أو خمسة عشر عاماً، تعجّ بالحياة مرّة أخرى؛ في حين تتمتّع المنظّمات المحلّيّة بالاستفادة من بناء آمن وصحيّ ومعفى من الإيجار لتقديم خدماتها.

 

مع حلول سنة 2014، تمّ الانتهاء من 100 مبنى، 90% منها هي اليوم مبانٍ مشغولة توفّر فراغات تحتاجها المجتمعات المحلّيّة في البلدات والقرى الفلسطينية على امتداد الضفة الغربية وغزة.  يفيد مسح ميدانيّ في سنة 2010 للمنظّمات المتشاركة مع رواق، بأنّ مشاريع رواق أفرزت زيادة عدد الموظّفين بدوام كامل بنسبة 100%، وزيادة في عدد المستفيدين بنسبة 150%.  يبيّن هذا بوضوح أنّ الفراغ المتقن التصميم والصحيّ والآمن والمعفي من الإيجار يساهم مباشرة في رفع نسب قدرة منظّمات المجتمع المدنيّ في المنطقة على التوظيف، وقدرتها على تقديم الخدمات.

 

من خلال إعطاء الفاعلين في المجتمع المدنيّ المساحة لتصميم وتنفيذ البرامج، ومن خلال المحافظة على العلاقات طويلة الأمد مع هذه المنظّمات، نستطيع سويّاً أن نفخر ببيئتنا وموروثنا المشيّد، الذي هو مفتاح حياتنا المشتركة وسلامتنا المجتمعيّة.  من خلال هذا العمل المهم، استطاع رواق أن يبني علاقات قويّة مع طيف واسع من الأفراد والمجموعات، كما ساهم في خلق شبكة ثقافيّة حيويّة قائمة على الاهتمامات والقيم المشتركة.

 

"الناس الآن يعرفون عنّا، فهم يروننا ولدينا الآن المزيد من الزوّار" ميسون عوض، مديرة الجمعية التعاونية للتوفير والتسليف -سلفيت، في تعليقها على أثر مشروع ترميم مؤسّستها

رواق والكمنجاتيّ
رواق والكمنجاتيّ

بعد أن رمّم رواق أوّل دفعة من المباني التاريخيّة ضمن برنامج خلق فرص عمل خلال الفترة بين 2000 و2003، اكتسب المشروع شهرة أكبر، وبدأ شركاء محتملون جدد بالاتّصال مع رواق طلباً للمساعدة في أعمال الترميم.  من بين أوّل المتقدّمين في سنة 2003 رمزي رضوان، الذي كان قد أسّس للتوّ جمعيّة الكمنجاتيّ للموسيقى.  لم يكن ينقص رمزي لا الرؤيا ولا الشغف، غير أنّ ما كان ينقصه هو المراس في فلسطين.  أدّى قلقنا حول استدامة المشروع إلى وضع شرط تعاقديّ يؤول بالعقار إلى مؤسّسة أخرى في حال التخلّف أو الإهمال.

 

بالكاد مرّ عام على انتهاء العمل في مشروع الترميم، إلّا وكانت جميع شكوكنا قد اختفت.  فقد أصبحت الكمنجاتيّ واحدة من أبرز وأنجح المؤسّسات الموسيقيّة في الوطن، وتستمرّ رسالتها في جلب الموسيقى إلى الأطفال المهمّشين في مخيّمات اللاجئين والقرى والبلدات والمدن.  باشر رواق والكمنجاتيّ شراكتهما وتمّ ترميم مبنى آخر للكمنجاتيّ في قلب مدينة جنين، مقدّمين بذلك نشاطاً ثقافيّاً جديداً للمدينة وأطفالها.  في سنة 2005، تمّ تأهيل مبنى ثالث لصالح الكمنجاتيّ، هذه المرّة في دير غسّانة، كما أضيف للمقرّ الرئيسيّ في رام الله جزء جديد.

 

اليوم، يطوف موسيقيّو وموظّفو الكمنجاتيّ في المباني والساحات التي رمّمها رواق، يحيون الحفلات الموسيقيّة، ويعزفون في المناسبات ويقدّمون الدروس الموسيقيّة.  سويّاً، نؤمن أنّ الثقافة هي حاجة إنسانيّة أساسيّة، وأنّ بيئتنا المشيّدة التاريخيّة هي البوتقة التي من خلالها نحتضن بحقّ حياتنا الثقافيّة.

رواق وبلديّة بيرزيت
رواق وبلديّة بيرزيت

تعود العلاقة بين رواق وبلديّة بيرزيت إلى سنة 2003، حين رمّم رواق مبنى في قلب البلدة القديمة لصالح مكتبة الأطفال.  حتّى ذلك الحين، كانت البلدة القديمة في بيرزيت تعاني من الإهمال ومن انتشار النباتات المتطفّلة.  أدرك المجلس البلديّ المنتخب حديثاً في حينها الفرصة والإمكانيّات الكامنة في ترميم البلدة القديمة، وفي سنة 2007، دخل في شراكة مع رواق لتنفيذ خطّة طموحة لترميم البلدة القديمة، بحيث تصبح قادرة على تلبية طموحات المجتمع المحلّيّ.  كان توجّهنا هو خلق بيئة متعدّدة الاستخدامات تصلح للحياة والعمل.  وعليه، تمّ وضع الاستراتيجيّة وخطّة العمل.  دام العمل مدّة خمسة أعوام، تمّ خلالها إجراء البحث، وإقامة النشاطات الثقافيّة، وتنفيذ التدخّلات الإنشائية اللازمة.  حين تمّ الانتهاء من تعزيز البنية التحتيّة، ورصف وتأثيث الشوارع، وتجهيز ساحات اللعب والبيوت المرمّمة، لم يطل التغيّر مظهر ووظيفة البلدة القديمة فحسب، بل وسكّانها أيضاً.

 

في سنة 2013، وبمساعدة من جمعيّة الروزنا التي تنفّذ أعمالها من مقرّها في مبنى رمّمه رواق سابقاً، حضر ما يقارب 35 ألف زائر أسبوع التراث الذي يقام سنويّاً في البلدة.  اليوم، تشغل المطاعم والمراكز الثقافيّة والمتاحف المباني التي قام رواق بترميمها في بيرزيت.  كان مشروع البلدة القديمة في بيرزيت مشروعاً تجريبيّاً للمشروع الطموح في رواق الذي يستهدف أهمّ خمسين بلدة قديمة في فلسطين، ويشكّل التجربة الأساس للمشروع الكبير: إعادة تأهيل البلدات القديمة على امتداد ريف فلسطين.  نال رواق في سنة 2013 جائزة آغا خان للعمارة تقديراً للأثر الإيجابيّ الذي حقّقه المشروع، ألا وهو التطوّر الاجتماعيّ والاقتصاديّ والسياسيّ لمنطقة البلدة القديمة والمنطقة المحيطة.

رواق وبلديّة رام الله
رواق وبلديّة رام الله

بدأت علاقة التعاون بين رواق وبلديّة رام الله في بدايات التسعينيّات، حين بدأ رواق مشروعاً تجريبيّاً لتسجيل المباني التاريخيّة في فلسطين.  تبع هذا المشروع مشروع آخر قام على دراسة إمكانيّة إعادة إحياء البلدة القديمة.  للأسف، لم تتجسّد على أرض الواقع الطموحات بإعادة الحياة إلى البلدة القديمة، في حينها، فقد ساد ربط البلدة القديمة بوصمة الفقر التي ميّزت سكّانها، من ناحية، ومن ناحية ثانية بسبب عدم المقدرة على المضيّ قدماً في مشروع كهذا.  قام رواق بعد ذلك بإصدار كتاب رام الله: عمارة وتاريخ (2200)، يفنّد فيه وصمة الفقر ومغيّراً العقلية والنظرة تجاه تاريخ رام الله وموروثها.  لكنّ الأمور لم تتغيّر إلّا في سنة 2004، حين رمّم رواق مركز جمعيّة الكمنجاتيّ للموسيقى في قلب البلدة القديمة، حينها تغيّرت الديناميكيّات وصار هناك طلب على تدخّلات رواق الإنشائيّة.  في سنة 2008، وضع رواق وبلديّة رام الله مذكّرة تفاهم للتعاون في مجال حفظ الموروث وإدارته.  وتعزّزت مذكّرة التفاهم حين قام رواق بترميم أوّل مركز معلومات سياحيّة في رام الله، وترميم حوش آخر ليصبح متحف تصوير.  بين سنة 2012 وسنة 2014، تَشارك رواق مع البلديّة لإنتاج دليل إعادة تأهيل البلدة القديمة في رام الله، ووضع توجيهات الحماية، وخطّة عمل للبلدة القديمة.  بدأ رواق أيضاً تنفيذ مشروع البنية التحتيّة ومشروع رصف الشوارع.  في سنة 2014، من خلال التزام وتفاني أفراد المجتمع، والجهود بين رواق ومكاتب البلديّة، تقف بلديّة رام الله اليوم حاميّةً للموروث في المنطقة.

رواق وجمعيّة التجارة العادلة
رواق وجمعيّة التجارة العادلة

بعملها والتزامها بالعمل من أجل تنمية اقتصاديّة محلّيّة من خلال بناء المهارات وخلق فرص عمل، تلتقي جمعيّة التجارة العادلة مع رواق بالأهداف المشتركة والقيم، ولهذا السبب، فهما شريكان طبيعيّان.  في سنة 2012، اشترك رواق والجمعيّة لتحويل قصر جنسافوط إلى مركز مجتمعيّ، وحديقة أطفال، ومركز إنتاج، حدائق لها مساطب مرمّمة، وغرف جيّدة التهوية، وهذا كلّه من شأنه أن يساهم في إيجاد بيئة عمل صحيّة.  لاحقاً في سنة 2013، عمل رواق مع الجمعيّة في دير بلّوط لترميم مبنى لصالح جمعيّة النساء المحلّيّة العاملة في مجال إنتاج الغذاء وتوفير الوجبات للعائلات المحلّيّة.  تدير جمعيّة نساء دير بلّوط أعمالها من مقرّها القائم في بيت قديم مرمّم وله مطبخ كامل التجهيز، إضافة إلى حيّز مرن الاستخدام يصلح لمجموعة واسعة من النشاطات والبرامج.

رواق وجمعيّة نساء من أجل الحياة
رواق وجمعيّة نساء من أجل الحياة

على مدى ما يزيد على عام، طرقت جمعيّة نساء من أجل الحياة أبواب رواق بإصرار ومثابرة بطلب ترميم مجمّع من خمسة مبانٍ تاريخيّة وتحويلها لتكون المقرّ الرئيسيّ للإرشاد والتدريب التابع للجمعيّة.  كانت الجمعيّة حينها تستأجر شقّة في بناية إسمنتيّة تقع في أطراف قرية بديا، وكان المكان يضيق عليها.  رمّم رواق المباني في سنة 2009، موفّراً بذلك ما يكفي من المساحات للاجتماعات والاستشارات القانونيّة والتدريبات والمكاتب الجديدة.  ساهم المقرّ الجديد في استقرار وشهرة نساء من أجل الحياة.  ازدهرت المؤسّسة في حيّزها الجديد، وأصبحت قادرة على كسب دعم إضافيّ من المجتمع المحلّيّ، ما سمح لها تأمين عقد إيجار في قصر طه، وهو واحد من أجمل قصور البلدة، ويقع على الطريق العام.  بناء على ذلك، قام رواق بترميم قصر طه لصالح نساء الجمعيّة في سنة 2011.  صار القصر اليوم هو المكتب الرئيس للجمعيّة، ومقرّ مركز إنتاج الحرف ودكّان هدايا زوّار الجمعيّة.  تواصل جمعيّة نساء من أجل الحياة عملها، مستغلّة الفراغات المتمّمة التي وفّرتها برامج رواق، وتكبر الجمعيّة ويكبر سجلّ داعميها والمستفيدين من خدماتها.

رواق وبلديّة الظاهريّة
رواق وبلديّة الظاهريّة

بدأت العلاقة بين رواق وبلديّة الظاهريّة في سنة 2005، حين رمّم رواق فناء سكنيّاً محوّلاً إيّاه إلى مركز مجتمعيّ.  وقد لاقى نجاح المشروع الحماس من قبل البلديّة والسكّان.  وعليه، نفّذ رواق سلسلة من التدخّلات ومشاريع الترميم لتلبية الحاجة المتنامية للخدمات التعليميّة والثقافيّة والمجتمعيّة في الظاهريّة.  أصبحت الظاهريّة، وهي البلدة الواقعة في جنوب فلسطين، موقعاً من مواقع عمل رواق، حيث يواصل رواق عمله لترميم كامل البلديّة.  بعد إنجاز العمل بالمركز المجتمعيّ، بدأ العمل على تأهيل مركز خدمات البلديّة، وبعده ترميم ساحة عامّة في وسط البلدة، ومتحف، ومطعم، وفندق صغير، وسوق، وأيضاً مبادرات تتعلّق بالبنية التحتيّة، بما فيها رصف شارع وتأثيثه، ومبادرات تتعلّق بالسكن.  تمّ تصميم هذه المشاريع وتنفيذها بناء على حاجة معربة وتوجيه واضح من البلديّة وأفراد المجتمع، وقد أثمرت إحساساً بالجدوى في الظاهريّة؛ كونها جلبت فرصاً اقتصاديّة جديدة، وأبرزت أهميّة الموروث الريفيّ كمنبع للفخر المحلّيّ.

دير الخضر الاثري في دير البلح، قطاع غزة
دير الخضر الاثري في دير البلح، قطاع غزة

في 2016 أنهى رواق مشروع ترميم دير الخضر الأثري في دير البلح، وهي تاريخيا بلدة كبيرة. مبانيها من الطين على أرض منبسطة الى الجنوب من مدينة غزة. يتكون البناء من مستويين وفيه خمسة عقود وله حوش صغير ببوابة على الزقاق الطويل، تم ترميم المبنى ليحتوي اليوم مكتبة وغرف متعددة الأغراض، وخدمات وبهو مفتوح ومتحف صغير. يستغل البناء اليوم من جمعية نوى للثقافة والفنون التى تعتني بالأطفال، مئات من الأطفال يستفيدون من هذه المنشأة، يستعيرون كتبا ويأخذوها للبيت، يجدون ملجأ لمعالجة الرهاب من خلال الفن وسرد القصص. بعد تأهيل المبنى والزقاق المؤدي اليه بمساعدة السكان والأطفال أنفسهم، تحول مكب النفايات الى فضاء امن ومكان للنشاط والانتاج المعرفي.